عبد الله لالي    
أمسيّة ثقافيّة رمضانيّة لاتحاد الكتّاب الجزائريين
قطعتُ البارحةَ ( 20 رمضان 1436 هـ ) مسافة ستين كيلومترا من أعالي الأوراس المتلفّعة بنسمات رمضانيّة منعشة، منحدرا إلى عروس الزيبان بسكرة المتألقة بأنوارها اللّيلية الباهرة، وقد اقتبسَتْ من نسمات الأوراس شيئا غير يسير أنعشت به سكانها، الذين حوّلوا ليلهم إلى نهار حافل..

قطعت تلك المسافة الشّاقة ليلا تلبيّة لدعوة اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة، لحضور سهرة أدبيّة أقامها بالتنسيق مع المكتبة العموميّة للمطالعة، ولدعوة ثانيّة من الفنّان التشكيلي المتميّز الأستاذ خالد نوري مايستروا النّشاطات الثقافيّة بالمكتبة العموميّة، تحت قيادة الأستاذة النشيطة والبارعة ( سودة دو ) مديرة المكتبة، التي جعلت من المكتبة العموميّة خليّة نحل تعج بالإشعاع الثقافي والتربوي.. 
كانت الأمسيّة دسمة في الحقيقة، حضرتها وجوه ثقافيّة مشهورة وذات عطاء لا ينكر، ومساهمات ثقافيّة وفكريّة كبيرة، وكان ( الجنرال1 ) محمّد الكامل بن زيد رئيس فرع الاتحاد لا يكاد يستقرّ في مكان، ولا يكفّ عن التعليقات الطريفة وتوزيع البسمات والنّكات، التي بَثّت في الجو الرمضاني نكهة من المرح والدّعابة اللطيفة..
أدار مختلف مجريات السهرة الشّاعر الكبير شارف عامر الوفي لبحور الخليل وألحانها السّاحرة وجرسها الجذّاب، وكان أوّل المتدخّلين الأستاذ لزهر غالم في كلمة عميقة دقيقة فصيحة، حول كتابه الذي صدر حديثا بعنوان ( حِلق الذّكر )، وأعقبه ( شحرور الزيبان ) الشّاعر والأديب الموسوعي المهندس لخضر رحموني بمداخلة متميّزة، أدهش فيها الحاضرين بمعلوماته الكبيرة والمتدفّقة حول الكتاب نفسه، وكان بحقّ أحدَ نجوم السهرة المتألقين..
ثمّ جاء دور القراءات الشعريّة التي أعطت للجلسة رضابها، وعَبَّقتها بأريج ساحر فقرأ الأستاذ علي علوي بعضا من قصائده الشعريّة، التي كان متوقعا كما ذكر مدير الجلسة أنّها من الشعر الشعبي لكن فاجأنا بقراءة قصائد من الفصيح الجميل..
وكان ممن قرأ أيضا وأدهش؛ الدّكتور عادل مغناجي لبعض قصائده الرّمزيّة المغرقة في الرمز والتي قال عنها : افهموها كما تشاؤون.. ورغم غموضها الشّديد إلا أنّه كان لها تاثير خفيّ وساحر في النّفس، لا يُدرك مأتاه..
وقرأ الشّاعر جموعي انفيف قصيدتين رائعتين من ديوانه الذي خصّصه للأطفال وهو بعنوان ( براعم جزائريّة ) كما كان من بين القراءات المتميّزة جدّا قراءة الأستاذ حسان بلعبيدي لجملة من القصائد الشعبيّة ( الفصيحة ) في لغة متميّزة، ومعان قويّة للغاية، وكان النجمَ الثاني الذي جلب أنظار المثقفين بطلاقته الشعريّة.. وقد فجّر الشاعر حسان بلعبيدي نقاشا كاد أن يكون حامي الوطيس حول كلمة ( فصيح ) مصرّا على أنّ هناك مغالطة في تفسير هذه الكلمة، وأنّ شعره الشعبي يعتبر من الشعر الفصيح..
وأبدى الشّاعر جوعي انفيف والدكتور عاد مغناجي وبعض المتدخّلين الآخرين رأيهم في القضيّة.
كما تميّزت السّهرة بإلقاء شعري فارق للأستاذ بشير جنّان عضو مكتب جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين فرع بسكرة، الذي أظهر أنّه شاعر مقتدر كان يتوارى عن الأضواء والصّخب الإعلامي منذ فترة طويلة.. 
وألقى أيضا الشّاعر الشعبي الشهير بوبكر خضير مجموعة من القصائد الجميلة، وأبى إلا أن يلقي شعره واقفا مرتجلا على سنّة الأوّلين في إلقاء الشعر.. وكان من طرائفه أبيات ثلاث قال عنها أنّها أبيات ( سطوندار ) تصلح أن تكون في الوطن أو المرأة أو في الأمّ.. 
ودارت خلال الجلسة كؤوس الشاي الأخضر على الحاضرين، موقظة فيهم روح الإبداع والتوهج الأدبي، وخُتمت السّهرة بكلمة للأستاذ محمّد الكامل بن زيد شكر فيها مديرة المكتبة العموميّة للمطالعة الأستاذة سودة دو، التي فتحت فضاء المكتبة واسعا لكلّ فعل ثقافي، كما نوّه بمايسترو المكتبة الأستاذ الفنّان التشكيلي خالد نوري وحركيّته الدؤوبة في بعث الفعل الثقافي ودعمه باستمرار.

ــــــــــــــــــ
1 -
سمّيته أنا الجنرال منذ صدور روايته ( الجنرال خلف الله مسعود ) وراقته تلك التسمية كثيرا 
تنويه : الصّور للصّديق المهندس شحرور الزيبان لخضر رحموني مع جزيل الشكر..

عدد القراء :902
2015-07-15 19:16:28 : تاريخ المقال

عدد الزوار

  • تعليق المشتركين
  • تعليق الفسبوك

ستبقى التعليقات معطلة الى أن يتم الموافقة عليها من طرف هيئة التحرير.

 

تعليقك:

 

إتصل بنا

هيئة التحرير

Address: 88 rue Didouche Mourad 16006, Alger
عيسى ماروك
Tel / Fax: +213 21 71 30 42
عزوز عقيل
E-mail:ueaalg2015@gmail.com
جمال الدين بن خليفة
Facebook: /uealg2014
الأخضر سعداوي
 
بلقاسم مسروق